الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.
التعليقات على متن لمعة الاعتقاد
49951 مشاهدة
(الكلام في الميزان)

ص (والميزان له كفتان ولسان، توزن به الأعمال، فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ [المؤمنون: 102 - 103].


س 50 (أ) ما تقول في الميزان؟ (ب) وماذا يوزن به؟ (ج) وما سبب خفته وثقله؟
ج 50 (أ) نعتقد أن الميزان حق كما أخبر الله، وأنه حقيقي له كفتان ولسان ويخف ويثقل، ولكن لا يعلم كيفيته إلا الله، والحكمة فيه إظهار العدل ونفي الظلم، ولا التفات إلى من أنكره من المبتدعة، أو من تأوله بالعدل بمعنى أنه يعدل بين الخلق، ونحو ذلك مما هو تحريف للكلم عن مواضعه.
(ب) وأما الموزون فقيل: 1- توزن الأعمال وإن كانت أعراضا، فالله قادر على جعلها أجساما كما ذكر أن الصلاة تصعد ولها نور أو ظلمة، وأن القرآن يجادل يوم القيامة عن حامله، ونحو ذلك وقيل: 2- توزن الصحف التي كتبت فيها الأعمال، كما في حديث صاحب البطاقة والسجلات، وقيل: 3- يوزن العامل نفسه، كما في الحديث أنه يؤتى بالرجل العظيم السمين لا يزن عند الله جناح بعوضة، ثم قرأ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا .
(ج) وأما خفته وثقله، فإنما هو بحسب صالح الأعمال أو سيئها، وبحسب الإخلاص وعدمه.